غرفة 404 - ريهام ماجد جادالله


وسط ممر معتم ذي جدران بيضاء صارخة، تبرز أبواب مغلقة بإحكام، توحي بوجود كنوز مخفية خلفها. ولكن الحقيقة أكثر ظلمة، إذ تلك الأبواب تحتجز أسوأ المجرمين ممن تجردوا من كل معاني الرحمة. ها هو الطبيب مارك برفقة المحقق مايكل، متجهين نحو غرفة 404، حيث يكمن سر مقتل جزار حي ويلز الشرقي، في قصة تتشابك فيها خيوط الجريمة مع ظلال الأمراض النفسية. رعب فنتازيا
    🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃

القصة كاملة 
يسيران بهوادة عبر ممر به لون ابيض قوى على كلا الجانبين تجد غرف مغلقه بأبواب مؤمنة لمجرد النظر اليها قد يتبادر الى ذهنك سؤال هل تحوى تلك الغرف كنوز ثمينة كى يضعون عليها كل تلك الأقفال! ولكن حقيقة الأمر أن تلك الأبواب تحوى داخلها أكثر الناس شرا، بشر تجردوا من كل معانى الرحمة وارتكبوا جرائم لا يصدقها عقل، هنا غرفة 404 غرفة من ضمن غرف كثيرة توجد فى عنبر 10 وهو العنبر الذى يتم فيه إيواء المجرمين المصابين بأمراض نفسية حيث يقيمون تحت رعاية مشددة وعلاج مكثف بحيث إن لم يجدى معهم العلاج نفعا ينقلون للعنبر المشدد كى لا يشكلون خطرا اكثر مما هم عليه الان . 

يسير الطبيب مارك وبجواره المحقق مايكل القادم ليحقق فى مقتل جزار حى ويلز الشرقى، الذى تم ايجاد جثته ممزقه الى اشلاء بعدما بدأت رائحة تحللها بالظهور فى البناية، وعند ذهابه مع فرقه للاستطلاع عن الحادث وعندما داهم المكان المذكور وجد فتاة فى العشرينات من عمرها تقف على رأس طاولة حاملة سكين تتقطر الدماء من نصله، لم ترتبع لم ترتبك عندما وجدتنا حولها نطوق المكان بل ظلت تغنى بصوت خافت وهادئ وهى تفصل بقيه اصابع اليد عن الكف، ويتضح من هيئة الجثة امامها انها مقتولة منذ ايام، وعندما طلبنا منها تسليم السكين وتضع يدها خلف رأسها، تفاجئت انها لم تقاوم بل كانت فى حالة رضوخ وخنوع تام، وسلمت لى السكين وعلى شفتيها ابتسامه وهمست لى ( كان يستحق ما حدث له وان كان قدر له البقاء حيا لكنت قتلته ثانيه). 

تم القبض عليها وخرجنا بها من البناية على مرئي ومسمع كل السكان، اللذين وضعوا ايديهم فوق انوفهم كى يمنعنون وصول راحة الجثة المهترئة اليهم، وسرعان ما قام البحث الجنائي بجمع الجثة بعد معاينتها وكتابة تقرير حول سبب الوفاة وهو قطع فى الشريان السباتى بالرقبة وطعنة بالقلب بنصل حاد مما أدى لحدوث نزيف حاد للمجنى عليه، تم جمع الاشلاء فى كيس أسود خاص بالمعمل الجنائي ومناسب لهذا الغرض وتم دفنها فى المقابر الخاصة بعائلة الجزار. 

كان المحقق مايكل يقرأ ملف الحالة أو القاتلة مرة أخرى كى يحاول استنتاج ما حدث ولكن كل ما عرفه الى الان وبعد مرور اسبوع منذ وضعت فى العنبر وتحت حراسة ومناوبة مستمرة وتحقيق مكثف مع الجيران، تبين لنا أن الجزار القتيل كان زوج والدة القاتلة ولكن كانت حياتهم يسودها الغموض فلم تكن والدتها تختلط بالجيران ولا تسمح لابنتها بهذا وكذلك الجزار زوجها المعروف عنه انه فظ وسئ الخلق، وصلا عند باب غرفتها الموجودة فى نهاية رواق العنبر وقبل فتح الباب بلحظات، حاول الطبيب اثناءه عن الدخول فالقاتلة تنتابها نوبات غضب ولايمكن السيطرةعليها الا بفتح تلك الانابيب اتراها معلقه فى سقف نستخدمها لاطلاق المهدئ عبرها للسيطرة عليهم فى حال خرحت الامور عن السيطرة واحذرك حدث هذا صباح اليوم مع الممرض المسؤول عن اعطاءها الدوا والطعام قامت بمهاجمته وحاولت اقتلاع عينيه لاتخدعك بمظهرها فتلك الفتاة داخلها قوة اكبر بكثير مما نعتقد. 

نظر المحقق للطبيب بتسأل: وما سبب هجومها عليه! 
عندما اطلقنا المهدئ وقبل ان تفقد وعيها بشكل تام اخذت تتمتم بإسم جيمى وانها لن تهدأ إلا قبل ان تقتله لذا احذرك من الدخول اليها. 

ايها الطبيب انا مسلح لاتقلق هذا عملى ان احل اللغز واكشف الحقائق. 

فتح الباب ليجدها جالسه على الفراش تتأمل فى الفراغ الممتد امامها، نظرت اليه اهلا بك انت من قمت بالقبض علي اليس كذلك! وبالطبع يا عزيزى انت الان قادم كى تنهى عملك وتقفل القضية انا سأخبرك واثق بحكمك العادل وانك ستساعدنى فى الخروج من تلك الغرفة الموحشة، سأعترف لك انى قتلت زوج امى لانه كان دائم التحرش بى وكنت اشعر بالإشمئزاز منه ولم اعد التحمل فأخبرت امى وصدقتنى لانها كانت على علم بخلقه السيئ ولكن لم تتمكن من مواجهته كى لا يعنفها او يؤذينى فقط اكتفت بالاتفاق معى انها ستسهل لى هربى من المنزل كى اتزوج جيمى ابن عمى الذى كان يحبنى منذ نعومة اظفارنا ولكن وفاة ابى غيرت الكثير فى حياتنا. 

قاطعتها لما شعرت انها تستخدم معى اغواء من نوع خاص اغواء الفتاة البريئة المستغلة وحتى ان كانت مستغلة فى النهاية هى قاتلة يجب ان لا انسي هذا ولا اسمح لها بالتاثير على عقلى (قالها المحقق فى نفسه) 

المحقق حسنا انسه ايرينا اليس هذا اسمك! لما قتلتيه مادمت قد اتفقتى مع والدتك مسبقا على الهرب!! 

ضحكت ايرينا وهى تعبث بخصلات شعرها وتلمس عنقها باطراف اصابعها وعيناها معلقتان على وجه المحقق: نعم ايرينا هو اسمى ونعم قد اتفقت على امى على الهرب ولكن للاسف كان زوجها خارج الباب وسمع حديثنا وما ان انتهينا الى وجدناه كالثور الهائج مقتحم الغرفة واغلق الباب خلفه واخذ يخنق امى بكلتا يديها، حاولت كثيرا ان تستجدى عطفه ولكنه وحش لا رحمه لديه لم اقوى على الحراك شعرت وانى قد شللت، ترك امى واقترب منى ومزق قميصي واخذ يعبث بجسدى بيداه القذرة وبين الحين والاخر ينظر لامى التى زحفت الى قدميه واخذت تتوسلهوان يتركنى وما كان منه الا انه ركلها وصاح بها تخافين على فتاتك منى، سأصل اليها واستمتع بها كيفما شئت وسيكون هذا امام عيناك، هذا الجمال وتلك الانوثه الصارخه لم تكن لتظهر دون مساعدتى وعطفى عليكن بعد وفاة زوجك، هيا هيا اصرخى لن يتجرأ احد على التدخل بيننا. 

ظلت امى على حالها الى ان هدأت، هدأ صوتها وفارقت روحها الحياة اما انا لم اشعر بأى شئ سوى دماء تسيل على قميص وصدرى، تجرأت يدى وحملت الشمعدان النحاسي المجاور لى على المنضدة القريبه وضربته على راسه الى ان فقد وعيه.

ليلا اخذت جثمان امى ودفنتها جوار ابى وتعهدت لها قبل مغادرتى المقابر انى لن اهدأ الى بموت الجزار زوجها القاسي عديم الرحمه، عدت للمنزل وجدته قد استفاق قليلا ولكن لم امهله طويلا سحبت سكين كبير من المطبخ وذهبت اسير نحوه بهدوء وما ان بدأ يستفيق ويتحسس الدماء التى على راسه وملابسه، قطعت رقبته واستمتعت كثيرا بمشهد الدماء التى لطخت الجدران وحاولت رفعه على المنضدة كى اكمل تعذيبى له كما عذبنى هو، واستمريت بهذا الشكل نحو ثلاثة ايام الى ان انتشرت رائحة العفنه ولكن كل هذا لايهمنى الان انا فقط اشعر بالنشوة كلما اتذكر مشهد اشلاءه المهترئة على المنضدة وكان اخر عقاب له عندى هو قطع اصابعه القذرة التى دنست جسدى. 

هل ستساعدنى الان وتخرجنى من هنا ام ستتركنى اتعفن كما يقولون لى عندما يدخلون لى الطعام منذ ان قدمت الى هنا!  

المحقق بتساؤل: هل هذا سبب اعتداءك على الممرض فى الصباح! 

ايرينا: نعم. 

ولكن ماذنب جيمى فى قصتك تلك ولما تريدين قتله! 

اقتربت منى وحاولت خنقى ولكن تمكنت من الافلات منها. 

اخذت تصرخ وتصرخ وتقول اياك وان تنطق اسم الخائن لن تهدأ روحى قبل ان اقتله، هل تصدق انه باعنى ببعض فلسات وهرب وتركنى، هذا ما اخبرنى به زوج امى وهو ينتهك جسدى همس لى بها فى اذنى، واقسم لك ثانيه ان روحى لن تهدأ الى بتلوين يداى بدماء جيمى. 

قالت ما قالته وهدأت كما لو ان من امامى الان شخصا اخر. 

حاولت التقرب منها وجلست جوارها على الفراش ومددت يدى اليها. 

انسه ايرينا هل انت معى، اسف ان ازعجتك ولكن هذا صميم عملى اتمنى لك السلامة قريبا واسف لما حدث معك. 

وبينما انا ذاهب بإتجاه الباب وجدتها متشبثه بظهرى تداعب اذنى هامسه حبيبي مايكل اشتقت اليك كثيرا، الم تشتاق لزوجتك ماريا، كل هذا الوقت وانت بعيد عنى، ياله من عمل شاق. 

انزلتها عن ظهرى واثناء دورانى اليها وجدتها قد طعنتنى بشئ حاد برقبتى وهمست لى ثانيه، سأوصل سلامك لماريا بنفسي واياك ان تتحدث عن ما دار بيننا هنا سأجدك كما سأجد جيمى، وداعا عزيزى. 

حمدالله على سلامتك على كل حال ايها المحقق مايكل لولا مراقبتنا للعنبر بالكاميرات كنت قد فارقت الحياة الان. 

المحقق: ولكن اين ايرينا! هل مازالت بالمشفى؟ 

الطبيب: للاسف ايها المحقق هربت ايرينا فبسبب انشغالنا معك حدث عطل فى الكهرباء لبضع ثوانى وعندما عاد الضوء لم نجد لها اثر، الاحتمال الراجح انها سمعت من التمريض انها ستقابل احد افراد الشرطة وقد تكون اغوت احد الافراد بجمالها وساعدها على الهرب، على كل حال قدمنا الاستعافات الازمه ويمكنك الرحيل وقتما شئت. 

المحقق: شكرا لك ايها الطبيب سأختم تقريرى عن القضيه واذهب. 

تركته الطبيب وخرج. 

ليمسك هو قلمه ويكتب تم غلق قضيه عنبر 404.

وما كاد ان يخرج من المشفى حتى وجد احد الممرضين يطلب منه العودة سريعا هناك شئ لم يراه. 

تثاقل بالعودة ووضع يده على جرحه وحينما وصل اليهم وجدهم فى حالة ذهول من الرسالة المتروكة على احد الجدران. 

تيك توك تيك توك ها قد بدأ الوقت يعد لاتتبعوا اثر ايرينا والا ستلقوا حتفكم وعندما تجدوا جثة جيمى قريبا اعطوه دفن يليق به مع زوج امى. 

ووجه مبتسم تتقطر منه الدماء........ 

تمت 


إرسال تعليق

0 تعليقات